ويُقبل الإعلال)؛ أي الحكم على الحديث بأنه معلول (بالإجمال)؛ أي: إجمالاً دون تفصيلٍ ببيان سبب العلة، من الإمام الذي أعلَّ الحديث(دونما سؤال)، فلا يشترط لقبول إعلاله للحديث توضيحُ سبب العلة، إذا كان الإعلال من الخفاء ما يصعب التعبير عن سببه، وهذا وقع لكثيرٍ من الأئمة الذين أعلُّوا كثيرًا من الأحاديث ولم يبيِّنوا السبب، ليس لأن الإعلال عارٍ عن الحجَّة، ولكن لدقة السبب وغموضه؛ بحيث لا يقوى الإمام الناقد للحديث على التعبير عنه بلفظ؛ لأنه أدرى بعلة الحديث الذي أعله، (وإن لم يستطع توضيح) سبب (إعلال الحديث)؛ إما لقصور فهم مَن سأله عن الفهم في هذا الباب، أو لدقة السبب؛ بحيث يستعصي أحيانًا التعبير عنه، (فاتبع) حكمه على الحديث بالعلة، فكما يقبل منه التصحيح ويُعتمد عليه فيه، يقبلُ أيضًا منه الإعلال، فمدار قَبول هذا وذاك على ثقة الإمام وأهليته للحكم في الحالتين، (وقيل علمه)؛ أي: الإمام (بذا)؛ أي: بهذا العلم، وهو علم العلل (إلهام) من الله، وهو عبارة عن شيءٍ في القلب يثلج له الصدر، ولا يقوى صاحبُه عن التعبير عن سببه، وله أساس من العلم والفهم، ولهذا (يعرفه) ويدركه (الإمام المحدث) فقط؛ كشعبة، وابن المديني، والإمام أحمد، والدارقطني،والبخاري ومسلم، وابن حجر، وغيرهم - رحمهم الله أجمعين - ومن المتأخرين مجدد علم الحديث في عصره الإمام الألباني - رحمه الله وقدس الله سره - ومما يدل على أن الإمام الألباني - رحمه الله - كان ملهمًا في كشفِه لعلل الحديث تضعيفه لحديث: ((اتَّقوا البول؛ فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر))، وقد تقدَّم الكلام عليه في: "باب أقسام الحديث من حيث ورود العلة الظاهرة والخفية عليه"، وخلاصته أن في إسناد هذا الحديث رجلاً مبهمًا عند ابن أبي عاصم في الأوائل [رقم 93]، وقال المنذري في الترغيب: رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به، وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثوقون، كذا نقل عنهما الألباني، ثم قال: "في قوليهما إشعار لطيف بأن إسناده لا يخلو من ضعف، ولا سيما قول الهيثمي: رجاله موثوقون؛ فإنه لا يقول هذا عادة إلا فيمَن كان فيه توثيق غير معتبر".
تنبيه : أرجو عدم نسخ المحتوى بدون ذكر المصدر و السلام
تعليقك يساعدنا على المواصلة و يدعمنا نفسيا فلا تبخل علينا برأيك
0 التعليقات:
اظغط هنا لاظهار صندوق التعليقات
إرسال تعليق
Blogger Widgets